ترجمة عبرية - شبكة قدس: توقفت الحملة الجوية الأميركية على اليمن في مايو/أيار 2025؛ وزعمت الحكومة الأميركية في حينه أن السبب هو استسلام الحوثيين، ولكن وراء الكواليس هناك أسباب أخرى، بما في ذلك الصواريخ القاتلة التي قد تخلق كارثة صورة لكل من السلطة والرئيس، وفق ما نشرت صحيفة "كاكاليست" العبرية.
وتقول الصحيفة، إن الاستخبارات الأمريكية أدركت أن حملة القصف على اليمن، محكوم عليها بالفشل دون معرفة أماكن تواجد قادة الحوثيين ومواقع صواريخهم؛ فتدمير البنية التحتية لا يُحرك الحوثيين، وازدادت تكلفة العملية فقد خسر الأمريكيون عشرات الطائرات المسيرة باهظة الثمن في محاولتهم تحديد الأهداف، وكان ذلك مجرد إهدار للمال.
ووفق الصحيفة، فإن ترامب أدرك أن مكاسبه قليلة، بل خسائره كثيرة من التصعيد على اليمن، حتى اتخذ القرار، لكن ما دفع الرئيس الأمريكي بشكل فعلي لاتخاذ هذا القرار، وفقًا لمصدر في المؤسسة الأمنية الأمريكية، كان في ليلة أدركت فيها الولايات المتحدة مدى اتساع الفجوة بين المكاسب والخسائر المحتملة، ليلة كادت فيها أن تخسر شيئًا بالغ الأهمية بالنسبة لها، كالأرواح البشرية، بل وربما أكثر.
توضح: بدأت ليلة 28 أبريل كما خطط لها البحرية الأمريكية، هاجمت مجموعة حاملة الطائرات هاري ترومان أهدافا شمال صنعاء وعلى طول الساحل، باستخدام أربع طائرات من طراز إف-18، وضمت قوة المهام مدمرات سريعة من فئة أرلي بيرك وطرادًا من فئة تيكونديروجا، وجميعها مزودة برادارات قوية وحساسة للغاية، قادرة على رصد التهديدات في الجو والبحر.
وتقول: الحوثيون كانوا قادرين على استخدام صواريخ كروز المضادة للسفن، وهذا "سلاح يُطلق من الشاطئ، ويحلق بسرعة مئات الكيلومترات في الساعة على ارتفاع بضعة أمتار فوق سطح البحر، يتجه نحو الهدف سرًا، بناءً على بيانات الرادار التي رصدته، ويُشغّل راداره الخاص بالقرب منه فقط لتصحيح مساره، وهذا سلاح بالغ الخطورة" لكنه لا يشكل أعظم تهديد للسفينة الأمريكية حاملة الطائرات "هاي ترومان".
ولكن، "الجوكر" هو المسألة الأكثر تعقيدا وفقا للصحيفة، بالنسبة للإدارة الأمريكية؛ فالصواريخ الباليستية اليمنية المضادة للسفن هي سلاح جديد نسبيًا، يُطلق عاليًا على مسار شديد الانحدار يصل به إلى نقطة التقاء مع الهدف، وفي مساره نحو الأسفل، يُشغّل رادارًا أو مستشعرًا بصريًا ليتمكن من تحديد اتجاه حركة هدفه، وإجراء التصحيحات اللازمة، وإصابة الهدف.
بالنسبة للبحرية الأمريكية، يكمن التحدي هنا في عكس ذلك، إذ يسهل اكتشافه - فالصاروخ الباليستي له بصمة مميزة للغاية، ولكن اعتراضه مشكلة حقيقية؛ حيث يسقط الصاروخ بسرعة تفوق سرعة الصوت، ومن السهل جدًا على الدفاعات الصاروخية الأمريكية إخفاقه، كما أن قوته التدميرية أكبر بكثير من الطائرات المسيرة أو صواريخ كروز، وضربة واحدة كفيلة بتعطيل مدمرة.
وذكرت الصحيفة، أن الفريق العسكري نجح في إقناع فريق الرئيس ترامب بوجود خطر، ليس فقط على السفينة والمصالح الأمريكية، بل على قدرة القوة العظمى على إبراز قوتها خارجيا، وسرعان ما أدرك فريق ترامب أن هناك احتمالًا لضررٍ جسيمٍ على المستوى المحلي أيضًا؛ فصورة حاملة الطائرات ترومان، رمز القوة الأمريكية، وهي تُسحب مصابةً إلى أقرب ميناء، ستكون كارثةً في العلاقات العامة، وستبدو الولايات المتحدة ضعيفة ومشوشة.